المجلس الدولي
لدعم المحاكمة العادلة
و حقوق الإنسان

رقم التسجيل: 2795

إتبعنا

  • rss
  • twitter
  • facebook
  • youtube
  • instagram

أنور الرشيد: في اليوم العالمي لحقوق الإنسان

العاشر من ديسمبر هو اليوم العالمي لحقوق الإنسان، هذا اليوم الذي اعتمدته البشرية ليكون يوم للإنسان الذي تعرض طوال تاريخة البشري لأبشع أنواع الإنتهاكات، وللحقيقة لازال يتعرض لإنتهاكات متعدد ولكن لايمكن مقارنة ما كان يحدث في السابق مع مايحدث اليوم، فالبشرية تطورت تطور هائل في هذا المجال، فعلى أقل تقدير اليوم هناك اتفاقيات دولية تُلزم الدول بها ودعوني أُعطيكم مثالين الأول الصليب الاحمر الدولي تأسس عام 1859 أي من قرابة 150 عام ومقارنة ذلك مع حياة البشرية لاشيئ، وعندكم الأعلان العالمي لحقوق الإنسان تأسس في العاشر من ديسمبر 1948 يعني عمره الآن 72 عام فقط ومقارنة ذلك بعمر البشرية لاشيئ.

اليوم تتمتع البشرية بتنظيم نفسها بشكل غير مسبوق تاريخياً على جميع الصُعد التي نراها بحياتنا اليومية، كانت البشرية قبل أقل من قرن بشر يأكلون بشر مجتمعات تغزو مجتمعات أخرى تُنهب أموالها وتقتل شعبها، كانت حياة البشرية فوضى في فوضى رغم أن المقدسات كل المقدسات بكل أنواعها وأشكالها تحدث على الفضيلة والنظافة والإيمان وعمل الخير والمحبة والسلام وعمرها لايزيد عن خمسة آلاف عام ومع ذلك ورغم دعوتها لكل مافيه خير لمصلحة الإنسان لم تكن رادعِ كافي للإنسان ولم تهذب توحشه اتجاه اخيه الإنسان فكم معارك ومجازر أُرتكبت ولم يحاسب عليها أحد، ولكن اليوم بوجود التنظيمات الدولية والأتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان لا أقول بأن إنتهاكات حقوق الإنسان أنتهت ولكن أصبحت هناك عقوبه وملاحقات قضائية ومحاكمات دولية وسجن ولعل من أشهر المحاكمات محاكمات نورمبيرغ بعد الحرب العالمية الثانية وفي عصرنا الحديث محاكمات مجرمي حرب البوسنة منهم راتكو ملاديتش وسلوبودان براليك الذان ادانتهما المحكمة الجنائية الدولية بجرائم حرب ضد مسلمي البوسنة الذي تدخل المجتمع الدولي لوقف المجازر التي راح ضحيتها قرابة 12 الف إنسان مسلم.

لا أُريد أن أتوسع معكم فيما قدمته الحضارة الليبرالية العلمانية للبشرية ولكن اليوم يكفي أن نرى منظمة دولية مثل مجلس حقوق الإنسان يمارس دوره كمنظمة دولية عضويتها من كل دول العالم تصدر تقارير دورية عن إنتهاكات لحقوق الإنسان وتمارس منظمات المجتمع المدني دورها بالمشاركة بتقارير عن إنتهاك تلك الدولة أو غيرها لحقوق الإنسان وتُصدر توصيات نعم توصيات وليس قرارات ويتم مراجعة الدول كل خمس سنوات بما يعرف المراجعة الدورية الشاملة ال UPR أي أن هناك مراقبة دولية وهذا لم يكن موجوداً بتاريخ البشرية ومجلس حقوق الإنسان كان لجنة من لجان الأمم المتحدة ومن ثم في 15 مارس 2006 تحول من لجنة لمجلس أي أنه منظمة جديدة لايتعدى عمرها اثنين وعشرين عاماً أي أنها منظمة شابه لابل طفلة لابل جنين مقارنة بعمر البشرية التي أُنتهكت بها حقوق الإنسان قرون طويلة وغزوات وحروب وقتل وتعذيب وتدمير.

نعم لم تُلبي تلك المنظمات الدولية كل حقوقنا ومطالبنا ولكن اليوم منتهكي حقوق الإنسان يحسبون الف حساب قبل أن يرتكبوا جريمة بحق الإنسان ولا أوضح اليوم من مشهد سلوبودان برالياك وهو يتجرع السم أمام العالم وعلى الهواء مباشرة نتيجة لمحاكمته عن جرائم الحرب التي ارتكبها بحق مسلمي البوسنة، ناهيكم عن إصدار مذكرات لمجرمي حرب مثل الرئيس السوداني عمر البشير عن جرائمة في دارفور.

طبعاً سيقفز لي البعض ويقول ما كنا وكان ونحن سبقناهم وإلى أخره من كلام ينفيه الواقع والدليل لازلنا ندور بذات الحلقة ولم نُقدم للبشرية بما يفيدها ويترك لنا بصمة في حضارتها، لازلنا ننتهك خصوصيات غيرنا ويُنتهك حق المرأة وتُنتهك حق البدون ونسجن على رأي ومن ثم يحدثني عن تاريخ إنتهى ولازلنا نعيش في نتائجه الكارثية.