INTERNATIONAL COUNCIL
SUPPORTING FAIR TRIAL and
HUMAN RIGHTS

Registration No. : 2795

Follow us

  • rss
  • twitter
  • facebook
  • youtube
  • instagram

السلطات اللبنانية تسلم أنقرة صحافية معارضة من لواء اسكندرون أثناء مرورها في مطار بيروت

أثار نبأ تسليم لبنان للسلطات التركية، صحافية مناضلةً يسارية من أبناء لواء اسكندرون السليب، استياءً في أوساط المنظمات الإنسانية والحقوقية

وقد اختفت آثار "آيتن أوزتورك" (مواليد 1974) أثناء مرورها في مطار بيروت، في الثامن من شهر آذار/مارس الماضي. وباءت بالفشل كل محاولات البحث للكشف عن مصيرها في لبنان واليونان.. لتظهر بالأمس في أحد مقرات الشرطة التركية بأنقرة، بعدما تنبه لوجودها محام تركي صادف مروره في المكان ‏وكانت آيتن، المقيمة رسميا في سوريا منذ سنين، قد التجأت إليها بعد قضائها سنوات طويلة في المعتقلات التركية. وتعتبر سوريا سكان لواء اسكندرون المحتل منذ 1939، مواطنين سوريين كباقي المواطنين. ولا يزال هؤلاء متمسكون بهويتهم وولائهم لسوريا، على الرغم من محاولات التتريك القسرية، وحملات القمع القاسية المتعاقبة على امتداد العقود الماضية. وآيتن من عائلة مناضلة دفعت ثمناً باهضاً من دمائها وسنوات عمرها سجناً وتشريداً . ففي عام 1994 اغتالت الشرطة التركية شقيقها الأكبر أحمد، في مرسين. وفي عام 2000 تمت تصفية زوجة أحمد، يازغولو، في سجن بيرم باشا، حيث قضت حرقاً في قاووش السجن، أثناء قمع شرطة السجن لإحتجاج المعتقلين على ظروف احتجازهم اللاإنسانية. ليأتي دور شقيقتها "حميدة" بعد سنتين، عام 2002 : فقد تُركت تموت في السجن إثر إضراب طويل عن الطعام مع معتقلين سياسيين آخرين

 

‏وقد أكد مكتب المحامين الأتراك الذي يهتم بشؤون المعتقلين السياسيين، أن السلطات اللبنانية قامت بتسليم "آيتن" لأنقرة، في 13 آذار مارس 2018 ، بدون أي مسوغ قانوني من جانب القضاء اللبناني، مكتفية بالإستجابة لمذكرة توقيف صادرة عن الإنتربول، أثناء توجهها إلى اليونان عبر مطار بيروت. وغالبا ما تلجأ تركيا إلى هذا الأسلوب، أي إستصدار مذكرات توقيف عبر الإنتربول، لتصفية حساباتها مع المعارضين على اختلاف مشاربهم. وحصل ذلك في العديد من الدول الأوروبية، ولكن كان تدخل القضاء يحول دون تسليم الأشخاص الملاحقين لأنقرة، بغير وجه حق

‏ويعتبر تسليم هذه المعارضة لتركيا عملاً غير قانوني، لأنها لم ترتكب أي جنحة أو جريمة، وحُرمت من أدنى حقوقها الإنسانية : حق المثول أمام القضاء، وحق الدفاع عن النفس بقوة القانون وبمساعدة محامٍ ‏وبدأت رحلة التعذيب في اليوم التالي لتسليمها أي في 13 آذار/ مارس ، واستمرت حتى يوم أمس 28 آب/أغسطس. وقد أخضعت لعمليات تعذيب وحشية، بدءاً من الضرب المبرح، مروراً بالشبح والفلقة والصعق بالكهرباء والتعذيب النفسي، لكسر إرادتها

‏وقد تم إعادتها أمس معصوبة العينين، من مركز التعذيب إلى مقر الشرطة التركية بأنقرة. وبدت بحالة هزال شديد بعدما فقدت 22 كيلوغراما من وزنها

‏من حق أيتن أن تعرف المبررات القانونية التي دفعت السلطات اللبنانية إلى تسليمها لجلاديها دون ذنب منها. ومن حق اللبنانيين أن يعرفوا ما يدور خلف جدران المزرعة المسماة "وطنا"