INTERNATIONAL COUNCIL
SUPPORTING FAIR TRIAL and
HUMAN RIGHTS

Registration No. : 2795

Follow us

  • rss
  • twitter
  • facebook
  • youtube
  • instagram

فورين افيرز: تداعيات الكابوس الإنساني في اليمن

تناول موقع فورين افيرز الامريكي اليوم في مقال للكاتب "أشر أوركابي" الوضع الإنساني في اليمن بعد العدوان السعودي على هذا البلد الفقير والذي أدى الى انتشار الأوبئة والأمراض

حيث قال الموقع إنه وبعد أن بدأ تحالف من الدول العربية بقيادة السعودية حملة من الضربات الجوية ضد اليمن سرعان ما تحول هذا التحالف إلى فرض الحصار  على البلاد تحت القصف السعودي المستمر وتحول اليمن إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث حيث يعيش سبعة ملايين يمني في مناطق قريبة من المجاعة ويعاني ما يقرب من مليوني طفل من سوء التغذية الحاد وقد تسبب تفشي الكوليرا في إصابة أكثر من  600 ألف شخص

ومنذ تأسيس السعودية عام 1932انتاب قادتها قلق شديد بخصوص أمن الحدود الجنوبية للبلاد  ففي عام 1934 خاضت السعودية حربها الأولى ضد اليمن لتأمين تلك الحدود. وبموجب المعاهدة التي انهت الحرب ضمت السعودية ثلاث محافظات يمنية حدودية احتلتها خلال المعارك. ومنذ ذلك الحين كانت السياسة الخارجية السعودية تجاه اليمن مدفوعة بالحاجة إلى الحفاظ على حكومة مركزية ضعيفة في صنعاء لا تهدد الأمن السعودي ففي كل مرة تبدو فيها حركة شعبية أو سلطة مركزية قوية تظهر في اليمن، ترد الحكومة السعودية بعمل عسكري ودعم مالي للمجموعات الموالية للسعودية

 ونتيجة لذلك عندما طلب هادي المساعدة السعودية كانت الرياض سعيدة جدا بالرد في آذار / مارس 2015 حيث أطلق النظام السعودي وتحالف الدول العربية من مجلس التعاون الخليجي حملة عسكرية وتحول التدخل الذي بدأ كسلسلة من الغارات الجوية ضد أهداف عسكرية إلى محاولة لتدمير البنية التحتية الاقتصادية في اليمن وقد هدمت المستشفيات والمصانع ومحطات المياه ومرافق الصرف الصحي والجسور والطرق في غارات بالقنابل من التحالف السعودي بمساعدة من الولايات المتحدة واغلقت منافذ اليمن وأصبح من الخطورة على الطائرات المدنية التحليق فوق البلاد ما يجعل من الصعب على وكالات المعونة أو الشركات جلب البضائع إلى مطار صنعاء كما أصبح صعبا نقل اليمنيين الجرحى إلى الخارج للعلاج

الاقتصاد اليمني الضعيف بالفعل انهار تحت الضغط. حيث إنه بالنسبة للكثيرين في اليمن أصبح شراء الطعام أو الدواء صعبا أو مستحيلا. ووفقا للأمم المتحدة فإن ثلثي اليمن البالغ عددهم 28 مليون نسمة يواجهون نقصا في الأغذية ولا يحصلون على مياه نظيفة. ويعيش سبعة ملايين منهم في مناطق على حافة المجاعة، ويعاني ما يقرب من مليوني طفل يمني من سوء التغذية الحاد. وبدون العمل في مجال الخدمات العامة، تكدست القمامة والصرف الصحي في الشوارع وترشحت آبار الشرب. ومنذ ابريل اصابت الكوليرا التي تنتشر في المياه الملوثة أكثر من 600 الف شخص ما اسفر عن مصرع اكثر من الفي شخص منهم

وقد أدان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية ومنظمات إنسانية أخرى انتهاكات السعودية لحقوق الإنسان في اليمن حيث دعا اداما دينج المستشار الخاص للامم المتحدة بمنع الابادة الجماعية ودعا مجلس الامن الدولي الى التحقيق في الجرائم السعودية المحتملة ضد الانسانية ومع ذلك يبدو أن السعودية قد أقنعت الكثير من العالم وخاصة الولايات المتحدة بتجاهل الاستهداف المتعمد للمدنيين اليمنيين

وكانت الاستجابة العملية للأزمة من جانب منظمات المعونة الدولية غير فعالة. وفي يوليو / تموز، كما أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها توقف برنامجها الخاص بالتطعيم ضد الكوليرا في اليمن إلى ما لا نهاية. واستشهدت بالصعوبات التي تعترض توصيل العقاقير وحقيقة أن حملة التطعيم كان لها أثرا محدودا حيث إن المرض قد أصيب به بالفعل أكثر من 000 ,300 شخص. وقد تكون منظمة الصحة العالمية على حق، ولكن المنظمات الدولية الأخرى قد فقدت الفرص للمساعدة وفي حل الصراع الأوسع نطاقا

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لا تشارك في القتال في اليمن إلا أنها دعمت التحالف بقيادة السعودية بعدة طرق فالجيش الامريكي يدرب القوات السعودية ويقدم قواعده للطائرات الحربية السعودية للتزود بالوقود. وقد باعت الولايات المتحدة السعودية أسلحة بقيمة مليارات الدولارات وقد استخدمت الأخيرة الكثير منها في اليمن

وهذا يعني أن الولايات المتحدة في وضع جيد يمكنها من تحسين الحالة على أرض الواقع ويجب على واشنطن أن تهدد بسحب دعمها العسكري من أجل الضغط على السعودية لانهاء الاعمال العدائية وقبول نشر قوة حفظ سلام دولية على الحدود السعودية اليمنية مع منطقة عازلة ضد الغارات الإقليمية المباشرة